15‏/11‏/2017

أهمية الثقافة الجنسية للمقبلين على الزواج

أهمية الثقافة الجنسية للمقبلين على الزواج


تمثل المعلومات الخاطئة التي يتلقاها الشباب من الجنسين حول العلاقة الجنسية والتجارب الشخصية أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى انهيار العلاقة الزوجية في كثير من الحالات، خاصة إذا لم يلجأ الزوجان أو على الأقل الطرف صاحب المشكلة لطلب المساعدة والعلاج، وهو الأمر الذي يستوجب تقديم التثقيف الجنسي الصحيح للشباب المقبلين على الزواج من كلا الجنسين. ويجب أن يكون هذا البرنامج ضمن إطار التهيئة الشاملة للزواج من جميع الجوانب النفسية، والاجتماعية، وكيفية رعاية الأبناء، والأمور المادية، وإدارة شؤون البيت.
وبالتأكيد يأتي التثقيف الجنسي على رأسها ولا أتحدث هنا عن العلاقة الحميمة فقط، وإنما يجب أن يشتمل على العناية بالنظافة الشخصية، وطرق الأداء الحميم بعيداً عن أساليب الإثارة أو التخويف.

الحالة:
الرسالة التالية وصلتني من (خلود ط.و)، وهي شابة تبلغ من العمر 19 عاماً مخطوبة لشاب يكبرها بعدة شهور، وتتوقع أن يكون موعد زواجهما خلال العام الحالي، حتى يتمكنا من الالتحاق بالبعثة الدراسية في إحدى الدول الأوروبية، وتقول السبب الذي جعلها تطلب المساعدة أنها طوال فترة الخطوبة، والتي تتجاوز 8 شهور، تشعر بالقلق من تكرار سؤال زوجها المستقبلي عن أمور لم تخطر على بالها، وعندما طلبت منه التوقف عن التحدث في مثل هذه المواضيع صارحها بأن الموضوع يشغل باله لأنه سأل وقرأ واستشار أحد الأطباء المختصين، وأصبح لديه قناعة بأن المشكلة التي يعاني منها لابد من مناقشتها مع الزوجة المستقبلية قبل الزواج، وحتى لا يصدمها الأمر الواقع كما يقول.

المشكلة كما تشرحها خلود تكمن في أن الشاب خطيبها يعتقد جازماً أن العضو التناسلي لديه أقصر من المعدل الطبيعي بناء على المقاييس التي حصل عليها من أصدقائه، وأيضاً كما أكد له أحد الأطباء، وهو الأمر الذي جعله دائم السؤال والبحث عن حلول، وبعض الأصدقاء أشار عليه بإجراء عملية تعرف بالإطالة، ولكنه تردد خوفاً من المضاعفات التي قرأ عنها.
وتضيف خلود إن حالة الصدمة التي تمر بها ليست بسبب المقاسات والنسب التي شرحها لها خطيبها، وإنما بسبب خوفها من أنهما قد لا يستطيعان الإنجاب فهي تعشق الأطفال ولا يمكن أن توافق على إتمام الزواج إذا لم تضمن حقها في الأمومة، أما الجنس فبالنسبة لها مجرد وسيلة للحصول على أطفال يملؤون حياتها، فقد عانت الكثير من كونها الابنة الوحيدة لوالديها بعد وفاة والدها وهي لم تكمل عامها الثاني.
وتسأل هل أتمم الزواج أم الغي الموضوع تماماً؟ والمسألة متعلقة أيضاً بإتمام إجراءات البعثة وتحقيق طموحي؛ حيث لا يوجد لدي محرم إذا أنا ألغيت الزواج.
الإجابة:
الأخت الفاضلة خلود: أعتقد أن الموضوع كما طرحتيه متشعب، وهناك أكثر من مشكلة متداخلة وليس فقط موضوع إتمام الزواج أو الغاؤه، واسمحي لي أن أفكر معك بصوت عال، وندون المواضيع التي تحتاج إلى إجابة:
1- موضوع انشغال الزوج بحجم ومقاييس العضو التناسلي لديه، ومدى تقبلك ومعرفتك بحقيقة مثل هذه الحالة والتي تشغل بال أكثر من 95% من تفكير الشباب حتى ولو لم يكونوا مقبلين على الزواج، هو الموضوع الذي سأركز عليه في مناقشة حالتك هنا.

2- مفهومك عن الزواج ونظرتك للعلاقة الجنسية كونها وسيلة للحصول على أطفال، قد يؤثر سلباً على مستقبل علاقتك مع الزوج، وهذه النظرة تحتاج إلى مناقشة وتعديل ما يشوبها من نظرة غير إيجابية.

3- اعتقادك أن الهدف من الزواج هو تأمين (محرم) للحصول على البعثة، التي تتمنينها، أمر يحتاج إلى إعادة تقييم للموقف بأكمله، ولكني سأركز على الجانب المتعلق بغياب المعلومة الصحيحة، وتعديل المفاهيم الخاطئة عن مقاييس وقدرة الأعضاء التناسلية عند الزوجين:

- من الناحية العلمية لا يؤثر طول أو حجم العضو التناسلي الذكري على المقدرة الجنسية في الجماع، حيث وجد أن القدرة على الانتصاب وسلامة الأعصاب المغذية للقضيب عند الإثارة الجنسية تساعد على إتمام الجماع بصورة متناغمة للطرفين، كما وجد أن منطقة المهبل عند الزوجة تستطيع تحقيق الإشباع الجنسي باستخدام طرق بسيطة مثل تعديل وضعية الجماع.
- مقاييس طول العضو التناسلي عند الرجل مختلفة ولا تخضع لمقياس موحد، وتعتمد على عدة أمور منها طول الجسم، كما أن البدانة تؤثر سلباً، وهناك عوامل أخرى كثيرة تؤثر منها ما هو وراثي وعوامل أخرى هرمونية.

- معظم الشباب الذكور في مرحلة المراهقة، وحتى بعدها، ينشغلون كثيراً باختبارات القدرة الجنسية ومقاييس العضو التناسلي، وقد يعتقد البعض منهم خطأ أن الجراحات التكميلية تساعد على إطالة العضو لتحقيق الإشباع والرضا الجنسي؛ والحقيقة العلمية أن مثل هذه الجراحات لا تستخدم إلا في حالات محددة وهي تعدّ نادرة إلى حد ما، مثل حالات ضمور العضو التناسلي الخلقي، أو حالات تصحيح الجنس عند المواليد، أما الحالات التي يعتقدها معظم الشباب وهي إطالة العضو التناسلي السليم فلا تفيد وقد تؤدي إلى نتيجة عكسية يصعب علاجها.

- يحتاج الزوج إلى تقييم الوضع الجنسي لديه، خاصة القدرة على الانتصاب، وهو الموضوع الأهم مع فحص السائل المنوي لتقييم القدرة على الإنجاب لدى الرجل، فمن الناحية العلمية تقييم الخصوبة يعتمد على تحليل السائل المنوي، وليس على طول العضو التناسلي.

- أما تقييم القدرة على الإنجاب عند الزوجة، فيتم في عيادات النساء والتوليد، ولا ينصح بإجراء أي فحوصات للزوجين إلا بعد مرور عامين على الزواج، ولا يعدّ الوضع مقلقاً إلا بعد مرور هذه الفترة قبل حدوث أي حمل.

- نصيحتي لكما أن تناقشا موضوع الزواج والهدف منه بهدوء (وأعتقد أن الزوج قادر على ذلك طالما أنه ناقش معك أدق الأمور لديه)، ثم تتخذان القرار المناسب لكما معاً، بشرط أن يكون مناقشة الموضوع من كل جوانبه مع عدم التركيز على جانب واحد فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق