14‏/11‏/2017

الطب الشعبي واللجوء له



الطب الشعبي واللجوء له
منذ ظهور البشرية على وجه الأرض والإنسان ضل يبحث دوما عن وسائل وأدوات يعالج بها أمراضه ’ ومع مرور السنوات كانت الأجيال على ممر السنين تتوارث هذه الوسائل التي يتعرض بعضها للانقراض والآخر للتحديث والتجديد حتى تكوّن لدى البشرية كما هائلا من هذه الوسائل.
للطب الشعبي تاريخ طويل ويعتبر الطب الشعبي حصيلة مجمل المعارف والمهارات والممارَسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات المتأصلة في مختلف الثقافات، سواء كانت قابلة للشرح والتفسير أم لا، وتستعمل في صيانة الصحة، وفي الوقاية من الاعتلال البدني والنفسي، وتشخيصه، وتخفيفه ومعالجته.
ويعرف أيضاً: جميع الأفكار ووجهات النظر التقليدية حول المرض والعلاج وما يتصل بذلك من سلوك وممارسات تتعلق بالوقاية من المرض ومعالجته بصرف النظر عن النسق الرسمي للطب العلمي.
 ويعرف أيضاً بأنه مجموعة من العلاجات تكمن خلفها تجارب ومعارف الشعوب، حيث استطاعت هذه العلاجات ان تحافظ على مكانها على الرغم من الاكتشافات الطبية الحديثة
 كما يمكن تعريف الطب الشعبي بانه مجموعة الممارسات والاساليب المادية والمعتقدات التي تعارف عليها الناس بالتجربة ومن التراث الشعبي على انها تشفي او تساعد في شفاء المرضى مستخدمة المتوافر المحلي من الاعشاب الطبيعية ومرتبطة بالجوانب الروحية والثقافية للمجتمع.
إذا فان الطب الشعبي يعتمد على خزين متوارث من التجارب والافكار المتراكمة في مجال الصحة والمرض، كما يعد جزءاً من المعتقدات الاجتماعية الشعبية المتوارثة التي يتمسك بها افراد المجتمع ويعتمدون عليها في علاج امراضهم.
وقامت بعد ذلك الحضارة الإسلامية لتضيف للمعالجات الطبيعية وسائلا جديدة  ومع تقدم الطب الحديث والأبحاث الطبية أعطيت لكثير من هذه الوسائل تفسيرات وقواعد علمية جعلتها تستحق الاهتمام والاستمرار في استخداماتها وتطويرها تحت مسمى الطب البديل و التكميلي.
ويقصد بمصطلح الطب الشعبي إلى المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات الأصيلة التي تمتلكها مختلف الثقافات والتي تُستخدم للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض الجسدية والنفسية أو تشخيصها أو علاجها أو تحسين أحوال المصابين بها ويشتمل الطب الشعبي طائفة واسعة من المعالجات والممارسات التي قد تختلف باختلاف البلدان والمناطق كما يطلق على هذا النوع من الطب في بعض البلدان، بمصطلح "الطب البديل" أو "الطب التكميلي".
والطب الشعبي معروف منذ آلاف السنين وأسهم ممارسوه بقسط وافر في تحسين الصحة البشرية، ولاسيما مقدمو خدمات الرعاية الأوّلية على مستوى المجتمع وجدير بالذكر أنّ هذا الطب احتفظ بشعبيته في جميع أنحاء العالم ويشهد بذلك العديد من البلدان المتقدمة والبلدان النامية زيادة في نسبة تعاطيه منذ التسعينات على مستوى العالم.
وظهر عدد كبير من أساليب العلاج بالطب الشعبي بالوطن العربي هذه نظرا لموقعه الجغرافي لذا قامت العديد من المؤسسات الحكومية والغير حكومية بالوطن العربي ذات العلاقة بهذا المجال بلعب دور كبير في التوثيق العلمي والعملي لبعض هذه الممارسات ولعل من أهم هذه الجهات إدارة الطب البديل التي استحدثت قبل سنوات كإدارة  متخصصة في وزارة الصحة ثم ما لبثت هذه الإدارة والطب البديل والتكميلي ضمن وزارة الصحة وأسندت له العديد من المهام التي سيكون لها دور كبير في وضع الأسس العلمية والمهنية الصحيحة لمزاولة ممارسات وسائل الطب البديل وسيعمل على تأسيس قاعدة معلوماتية للطب البديل والتكميلي.
منذ بداية وجود الإنسان على وجه الأرض وهو يواجه العديد من التحديات التي فرضتها عليه البيئة والطبيعة ولعل اخطر هذه التحديات هو المرض كونه يهدد الإنسان ويمثل خطرا عليه ويفرض عليه مشاكل عديدة من الناحية الصحية.
ولما بحث الإنسان لنفسه ولإقرانه عن علاج للإمراض التي توجعه والآلام التي تضنيه وجد العديد من الطرق التي يمكن ان نقول انها اكتشفت بمحض الصدفة.
وعلى الرغم من الطرق العلاجية الحديثة والمتقدمة والمعتمدة على الأساليب والأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة ووجود المستشفيات والمراكز الصحية الا اننا بالمقابل نجد طرائق الطب الشعبي العلاجية التقليدية بما فيها من (طب اعشاب وعزامة واسترقاء وحجامة واكتواء ومعالجة الفسوخ والرضوض والفقرات) منتشرة في مجتمعنا حتى يومنا هذا ونجده، (أي الطب الشعبي ) يتميز بوجوده واستمراره.
وانطلاقاً مما تقدم يمكن القول إن الطب الشعبي والطب الحديث يمثلان في الوقت الحاضر طرفين مهمين في ارض الواقع في المجال الصحي والعلاجي فلكل منهما أهميته الاجتماعية واسلوبه العلاجي وطرائقه التي يرتكز عليها ويتبعها في علاج الامراض والاصابات.
 ومن امثلة الطب البديل:
1- العلاج بالمثل

يعتمد هذا العلاج الذي أطلقه سامويل هافنمن في المانيا، عام 1796، على المبدأ القائل بأن "الدواء من الداء"، وبحيث إن كانت كمية صغيرة من مادة ما مسؤولة عن توليد مجموعة من الأعراض في جسم شخص سليم، فإنه من الممكن إستخدام المادة نفسها لمعالجة ذات الأعراض التي يعاني منها شخص مريض.
يقوم ممارسو هذا العلاج بتقسيم المرضى إلى أفراد ومن ثم وصف مجموعة متنوعة من الأدوية لمنح الجسم حالة من التوازن قادرة على الشفاء من المرض. تكون هذه الجرعات بكميات صغيرة وتحتوي على مزيج من العلاجات النباتية والعشبية واليوغا والتأمّل وغيرها من الممارسات التقليدية.

2- التنويم المغناطيسي

يعتمد التنويم المغناطيسي على إدخال المريض في حالة معدلة من الوعي، بحيث يتم تمرير إقتراحات خفية له لمساعدته على تحسين حالته الصحية. لطالما إستخدم هذا العلاج لمساعدة المرضى على الإقلاع عن التدخين وفقدان الوزن الزائد وعلاج حالات الأرق وغيرها. وقد أظهرت الدراسات أن التنويم المغناطيسي يخلق رد فعل بيولوجي داخل الجسم بما في ذلك تحفيز الجهاز العصبي. إلا أن آخرين يرون بأن ليس هناك وسيلة لتحديد مدى فعالية هذه الطريقة في العلاج.

3- اليوغـا

كل من يقوم ببعض حركات اليوغا في النادي الرياضي، سيلاحظ تحسناً في مرونة الجسم وفي الدورة الدموية. لليوغا فوائد صحية جمة، حيث تشير الدراسات إلى أن ممارستها بإنتظام تخفف من الإجهاد والاكتئاب الى جانب السيطرة على إرتفاع ضغط الدم وأعراض مرض السكري. ومن مزايا اليوغا أيضاً أن مخاطرها قليلة، إذ تعتمد على الحركات البدنية المترافقة مع التنفس اللطيف والتأمل، فتوحّد العقل والجسد والروح معاً لصحة أفضل.

4- التخيل الموجّه

علاج تقليدي مخصص لمرضى السرطان وضحايا السكتة الدماغية وأولئك الذين يعانون من القلق والتوتر. حيث يعمد الأطباء إلى التركيز على صورة أو مفهوم محدد لتحسين العلاقة بين العقل والجسم. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الطريقة تساعد الدماغ على تعزيز نشاطه مما يساعد مرضى السكتة الدماغية على إسترجاع وظائف الدماغ الأساسي التي تأثرت بسبب المرض.

5- الأيورفيدا

واحدة من ممارسات الطب البديل التي شاعت في الهند منذ آلاف السنين بهدف الوقاية من الأمراض وعلاجها. يستخدم معالجو الأيورفيدا الأعشاب والحميات وتمارين التنفس والتدليك والتأمل لمعالجة الذات وإستعادة توازن الجسم. تتشارك الأيورفيدا مع بعض خصائص الطب الصيني في إيمانها بطاقة الحياة حيث يعتقد بأن الطاقة السيئة أو المعتلة هي المسؤولة عن الأمراض التي يمكن علاجها عن طريق إعادة التوازن إلى عناصر الطاقة أو "البرانا" عن طريق تحقيق التوازن بين العقل والجسد والروح.

6- التدليك

أصبح التدليك جزءا لا يتجزأ من منظومة الحياة الحديثة للتخفيف من الألم والتوتر. ويساعد التدليك على التخفيف من آلم العضلات وتسريع الشفاء وتحسين أداء الجسم عموماً.

7- التأمّل

واحد من أكثر الممارسات العلاجية شيوعاً في الطب البديل. يركز المتأملون على التنفس البطيء مع إبقاء الذهن خالياً من كل ما يمكن أن يشوشه. يساعد التأمّل في التخفيف من أعراض التوتر والقلق والاكتئاب وحالات الأرق. ويمكن أيضاً الدمج بين الصلوات والتراتيل الدينية وبين التأمّل لتحسين الصحة.

8- تقويم العمود الفقري

يعتمد على تقويم العظام والمفاصل والعضلات والعمود الفقري لتحسين الصحة وتخفيف الألم. تؤكد بعض الدراسات على فاعلية تقويم العمود الفقري في علاج آلام الظهر والرقبة. وقد يجمع بعض المعالجين بين تقويم العمود الفقري والعلاج بالمثل لتحقيق نتائج أفضل.

9- طب الأعشاب

تدعم العديد من الدراسات العلمية الموثوقة إستخدام العلاجات العشبية، حيث أن لكثيرٍ من الفيتامينات والمكمّلات الغذائية التي يتم تناولها يومياً جذورها في الطب الصيني القديم وغيره من طرق العلاج البديل. إلا أن من الواجب الحذر من بعض أعراضها الجانبية الخطرة، لذا يفضل دائماً إستشارة طبيب.

10- الوخز بالإبر

علاج تمتد جذوره إلى آلاف السنين في بلاد الصين وغيرها من دول آسيا. يستخدم المعالجون في العلاج إبراً رفيعة وصغيرة لمعالجة تدفق الطاقة الطبيعي في الجسم بحيث تغرس هذه الإبر في أكثر من 400 نقطة محددة في الجسم. تدعم منظمة الصحة العالمية إستخدام الوخز بالإبر لعلاج أكثر من 28 حالة طبية مثل الآلام العامة ومشاكل الجهاز التنفسي وإضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق